يعتبر أنسطاسى الرومى المقدسى واحد من أشهر فنانى الأيقونات فى مصر فى القرن التاسع عشر الميلادى، وتذخر العديد من الكنائس والأديرة بتراث فنى حافل لهذا الفنان المبدع، إلا أنه قلما نجد تصاوير لأنسطاسى الرومى على أدوات المذبح أو داخل مخطوطات، حيث ترجع أهمية هذا البحث أنه نشر جديد لثلاثة من كراسى مذبح يرجعوا للقرن التاسع عشر الميلادى، واحد منهم محفوظ بكنيسة السيدة العذراء بالمعادى وإثنين محفوظين بدير القديس أنبا مقار بوادى النطرون برسم أنسطاسى الرومى، وتعد كراسى المذبح هذه المستخدمة فى طقوس القداس بالكنيسة القبطية نموذجًا فريدًا من كراسى المذبح حيث أن كل جهة من جهات كرسى المذبح بموضوع تصويرى مختلف، موضحًا بإحدى الجهات رسم تصويرى لصاحب الكنيسة المكرس بها كرسى المذبح، والهدف من دراسة كراسى المذبح هو عمل دراسة فنية تحليلية للموضوعات التصويرية المصورة على الأربع جهات لكل كرسى منهم، وللعناصر الفنية الأدمية والكتابية والهندسية والنباتية، بالإضافة إلى شرح للسمات الفنية لتصاوير أنسطاسى الرومى، ولتحقیق أهداف الدراسة ارتكز البحث على المنهج التاريخى للتعريف بتاريخ أنسطاسى الرومى بالإضافة إلى نبذة تاريخية عن كنيسة السيدة العذراء بالمعادى ودير أنبا مقار بوادى النطرون، واللذان يعدوا من أشهر المزارات الدينية السياحية بمصر، بالإضافة إلى المنهج الوصفي التحليلى للموضوعات التصويرية بكراسى المذبح موضوع الدراسة ووصفهم وصفاً فنياً، وتتبع العناصر الفنية والزخرفية والكتابات الواردة على كراسى المذبح محل الدراسة، للوصول فى النهاية إلى مجموعة من النتائج والتوصيات.