كانت الآلهة الرئيسية في مصر القديمة تدعم بمجموعة من الآلهة الحامية التي تقوم بخدمتها وحمايتها، ومن بين هذه الآلهة الحامية نوع يطلق عليه الأجاثوديمون والذى ازدهرت عبادته في العصر البطلمي، ورغم عدم وجود مصطلح دقيق يُقابل "الأجاثوديمون" في اللغة المصرية القديمة، إلا أنه ينقل عادة فكرة "الإله الحامي" أو" الروح الخيرة". وينتمي ساحتحور إلى هذا النوع من الآلهة الحامية التي ظهرت عبادتها مع بداية العصر البطلمى وامتدت حتى العصر الرومانى. ويظهر هذا الاسم الذي يترجم إلى (ابن حتحور) علاقته القوية بحتحور وارتباطه بها، كما تضمن طبيعته السامة حماية الإلهة حتحور ومعابدها، حيث يوفر الحماية حول مقاصير المعابد ومداخلها وممراتها، صور على جدران المعابد لاسيما دندرة، إدفو ودير المدينة ضمن مجموعة من المعبودات الأخرى الحامية التي تمثل حراس الأقاليم. وهى بلا شك مجموعة من الإنبثاقات المحلية التي تشكل فصيل من الحرس المكلف بحماية الإله أوزير أثناء بعثه. تعددت الأشكال والمخصصات التي كتب بها اسم المعبود ساحتحور، كما تعددت الهيئات التي ظهر بها في المناظر والتي يحمل كل منها دلالات مختلفة، وأكثر هذه الهيئات ظهورا هي هيئة الثعبان أو الهيئة الآدمية برأس الثعبان وغالبا ما يتسلح بالسكاكين، مما يُظهر طبيعته متعددة الأوجه والتي تشير إلى الحماية، التجدد وضمان استمرار توفير الطعام والخيرات حيث ان وجود هذا الاله يضمن استمرار إمداد المعبد بالطعام والقرابين، هذا بالإضافة إلى ظهوره فى الهيئة الآدمية برأس الصقر مرتبطا بأحد وظائفه النادرة التى لا يمكن إغفالها. يهدف البحث إلى إلقاء الضوء على أهمية ساحتحور من خلال الأدلة النصية له فى المعابد، بالإضافة إلى دراسة مناظره وهيئاته المختلفة وعلاقته بالآلهة الأخرى والكشف عن صفاته وأدواره المختلفة والطقوس المرتبطة به.